چاوپێكەوتن

"قراءة القصص للاطفال تعمل على تحفيز طاقتهم الخيالية و تنمي لديهم حس التخيل والابتكار"

مەودا میدیا - سلێمانی |


"قراءة القصص للاطفال تعمل على تحفيز طاقتهم الخيالية و تنمي لديهم حس التخيل والابتكار"
 مەودا میدیا- خلف غفور

قصص الاطفال واحدة من أهم المجالات الادبية، لكن لاسباب مختلفة نجد قلة الاهتمام على مستوى المنطقة، هناك من يرجع السبب الى صعوبة أختيار المواضيع و الكتابة بمستوى عقول الطفل و أهدافها، ومن يقول الاسباب يرجع الى التقاليد الاجتماعية أو التربية.

و في هذا اللقاء مع الكاتبة المشهورة العراقية سارة طالب السهيل توضح لنا و تعطينا الجواب حسب رأيها للاسئلة المطروحة أنفة الذكر، أنها صاحبة تجربة نموذجية و لها عديد من المطبوعات التي قدمتها لعالم الطفل.

 ما هي أهمية كتابة قصص للاطفال، هل توسع افاق خيالهم و تفكيرهم ام ماذا؟
أي عمل فني بالضرورة يحقق هدفا مهما وهو التسلية والمتعة، ولكن في وسط هذه المتعة الكثير من الاهداف الاخرى التى يسعى أي مؤلف لتحقيقها وتوصيل رسالتها الى المتلقي، فاذا كان هذا المتلقي طفلا صغيرا فالأخرى ان تكون وسائل المتعة والتسلية أكبر حتى يكون العمل الادبي اكثر جذبا وتشويقا .

غير ان القصة الموجهة للاطفال تقوم بعدة ادوار مهمة منها توسيع خيالهم، وتنفيس طاقاتهم وتفتيح عقولهم وتهذيب انفعالاتهم المبكرة كالفرح والحزن والخوف والقلق و تزويدهم بالمعلومات واكتشاف العالم من حولهم من بحار وجبال وانهار واسماك وطيور و حيوانات و شموس و اقمار و ازهار و الوان و محاورة هذه العوالم بحس من الخيال الفانتازي التي يعشقها الطفل .

ولا شك ان قراءة القصص للاطفال تعمل على تحفيز طاقتهم الخيالية و تنمي لديهم حس التخيل والابتكار، بجانب تنمية الجوانب اللغوية مبكرا، وتثقيفهم بمعارف  تتيح لهم القدرة على التعبير لغويا وثقافيا عن افكارهم واحلامهم وذواتهم .

كما تحقق قراءة القصص للاطفال هدفا أسمى وهو غرس القيم الاخلاقية ليبدأ الطفل في التعرف عليها مبكرا والتعايش معها لتكون جزءا أصيلا من شخصيته عندما يكبر ويشب عن الطوق .

 القصص تنمي الشخصية، لان الادب و الفن و الثقافة هي البناء الحقيقي لدواخل الانسان و نمو العقل و الفكر و الذوق و التوجهات. 

هل بتصوركم كتابة قصص الاطفال أصعب من كتابة قصص للكبار؟
بالتأكيد، لأن الطفل كمتلقي للأدب يحتاج للعفوية والمتعة واللعب و التسلية، بل انه يتعلم من خلال اللعب، فالطفل يحتاج الى مادة قصصية بعيدة تماما عن التلقين والنصح التربوي المباشر، بل انه قد يتعلم و يتثقف من خلال احتياجاته لاشباع الخيال. و هذا الخيال هو الذي يجعله يطير باجنحته ليكتشف العالم من حوله و هو ما يحقق له المتعة الفنية والروحية معا وهنا مهمة الكتابة للاطفال أكثر صعوبة، لانها تحتاج من المؤلف امتلاكه للخيال الخصب و اللامحدود و امتلاك العفوية و البساطة في المفردات اللغوية التي تناسب المرحلة العمرية الخاصة بالاطفال، والثقافة الواسعة بعلم النفس والتربية، والقدرة على التعبير عن العوالم الحقيقية من بيئة زراعية اشجار وانهار وطيور وصحراوية من جبال وصقور و صخور، وتحريك هذه العوالم الطبيعية في فضاء الخيال لكي تتكلم وتسمع و تتغنى بالاغاني وتصنع موسيقاها العذبة وتتفاعل فيما بينها في مغامرات عجائبية تمتع الطفل وتجذبه اليها. وهنا يوظف الكاتب حب الطفل للجمال والخير والحب داخل النص الدرامي بأسلوب شيق وعفوي .

وكاتب الاطفال لابد وان تكون جملته واضحة وقصيرة رشيقة وموسيقية قدر الامكان ومليئة بالحركة ومفعمة بالخيال، وتكمن الصعوبة هنا في قدرة الكاتب في تضمين هذه الجمل بالحقائق والمعلومات والقيم الاخلاقية التي نسعى الى تثقيف الطفل بها برشاقة وعفوية تامة ومتعة،  وهي مهمة غاية في الصعوبة لا يقدرعليها من الكتاب سوى من مازال يحتفظ في داخله بروح الطفولة  البريئة والعجيبة معا. فكاتب الطفل يجب بدرجة اولى ان يتمتع بالصدق و الطفولة لان ما يصدر من القلب يصل الى القلب و الطفل كائن حساس جدا و يستشعر الدفء و الحنان و العاطفه و الطيبة بين السطور 

فهناك بعض كتاب الاطفال يكتبون باحترافيه دون روح لهذا لا تصل كتاباتهم لقلب و وجدان الطفل ابدا .

لأن من يملك روح الطفل بداخله ككاتب يجد نفسه قادرا على أشباع حب الاستطلاع لدى الطفل وأشباع نهمه لاكتشاف ومعرفة العالم من حوله عبر الخيال والمتعة الغرائبية التي يصنع بها المؤلف عوالم قصته من الحكايات الشعبية الحيوانات والأسطورة والملحمية ومغامراتها.

كيف بدأت تجربتكم في مجال كتابة قصص الاطفال و ماهي الدوافع؟
عشقي للطفولة كان عنصرا محفزا كبيرا للكتابة عنهم ومشاركتهم أفكارهم، ناهيك عن شعوري الدائم بأنني كلما كبرت ونضجت فكريا عاودني الحنين للطفولة (بداخلي طفلة لا تكبر أبدا).

حيث البراءة وطزاجة الافكار وكنوز الخيال والاحلام، وهذا الحنين الدائم والمتجدد هو الذي يدفعني للكتابة للاطفال، فالكتابة للاطفال هي واحة أستظل في ظلال أشجارها الوراقة فتجدد خلاياي وتحيي أفكاري وتنمي ملكاتي وتجدد نشاطي الفكري بعيدا عن طلاسم الحياة المعقدة وسموم الافكار الشاذة والسلوكيات اللااخلاقية التي تنتشر في زماننا انتشار النار في الهشيم .

وهنا أجد ضالتي المنشودة في المدينة الاخلاقية الفاضلة في عالم الاطفال ومعايشتهم والتعبير عنهم .

بدأت الكتابة وأنا في المرحلة الابتدائية بقصة قصيرة تجسد معاني البطولة والشجاعة والاقدام، وكانت هذه الارهاصات الاولى نواة للكتابة للاطفال بقصة "سلمى والفئران الاربعة  وكتب مقدمتها الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى و ترجمت للإنجليزية و تحولت لمسرحية للأطفال بطولة دلال عبدالعزيز إخراج أسامة رؤوف.

وتوالت أعمالي القصصية للاطفال ومنها "نعمان والأرض الطيبة" و أعيد طباعتها لاحقا  بطريقة برايل للمكفوفين و "ليلة الميلاد" و كتب المقدمة لها البابا شنودة بطريارك الكرازة المرقسية. و "قمة الجبل" و "قصة حب صينية أو سور الصين الحزين" باللغتين العربية والصينية و "اللؤلؤ والأرض" مهداة للطفل الفلسطيني والقضية الفلسطينية وترجمت للفرنسية.

وقصة "أميرة البحيرة" فى سلسلة المكتبة الخضراء  دار المعارف المصرية و قصة "ندى و طائر العقاقير" عن سلسلة أجمل حكايات . و قصة "كلنا اصدقاء" و قصة "نايا" باللغة الكوردية و سلسلة قصص أدم . و المناهج التعليمية للاطفال للصفوف الثلاثة الاولى و بعض الكتب التعليمية و التثقيفية .

 بحسب أعتقادي قراءة القصص للاطفال ضمن و داخل العائلة العراقية لحد اليوم لم تصبح تقليدا متبعا، هل تتفقون أنتم مع هذا الرأي أم ماذا؟ و أن كانت الاجابة بنعم، ما هي أهم الاجراءات و الخطوات التي ممكن أن تتخذ للوصول الى هذا الهدف؟

قرءاة القصص للاطفال هو تراث يتم تناقله من الجدات الى الامهات عبر كل العصور، فالجدات كن في الماضي مصدرا رئيسيا للحكي الشعبي والتراثي والاغاني والاهازيج  بايقاعاتها الموسيقية التي يتربى عليها الطفل في مرحلة هدهدته حتى يتشبع بالحكي، و من ثم فلا يستطيع أن بفارقه عندما يكبر، فهو يحتاجه في مراحل التعلم المختلفة.

لذلك ، فلا أظن أن الامهات بالعراق قد تخلين عن تقليد حكاية القصص للاطفال أو قراءتها لهم ، و أن لم تفعل الام الشابة ذلك ربما لانشغالها بعملها أو ما شابه، فان الجدة تقوم بهذا العمل، أو حتى التلفاز من خلال برامج الاطفال المختلفة، كذللك دور رياض الاطفال و هي تقوم بدورها في تعليم الاطفال بالقصص والاساليب القصصية .

و أن كان قصدك أن بعض الامهات ظروفهم المادية أجبرتهم للخروج الى العمل وقت طويل و حياتهم الصعبه أدت لاعتبار الاهتمام بثقافة الطفل أمرا ثانويا فهذا الامر للأسف صحيح خاصة في المجتمع الذي يعاني من ضيق الحال حتى أن بعض الاطفال فقدوا طفولتهم بسبب مشاكل الحياة و ظروفها 

كما أن الايتام من بعد الحروب في العراق أعدادهم تفوق الخيال.

فالامهات اللواتي أستشهد أزواجهن في الحروب كان عليهن أن يكونن الاب و الام و يتحملن كافة المسؤوليات مما أضر بالاسرة كثيرا، كما أن الظروف المادية و الاقتصادية لها دور كبير في هذا. 

فاصبح المجتمع منقسم قسمين قسم مطحون في مشاكل الحياة و صعوبات تدبير أولويات الحياة فضاعت منهم الطفولة و السعادة و الرفاهيه مما أدى الى أهمال كل ما هو ثانوي بنظرهم. و القسم الاخر من المترفين الذين حصلوا على الاموال بسهولة حديثا فاعتقدوا أن الانحلال الاخلاقي و التدهور الثقافي و التقليد الاعمى لكل ما هو تافه و سخيف نوع من التطور. فضاع المجتمع عندها ضاعت الطبقه الوسطى التي كانت الميزان الذي يحافظ على التوازن. 

الا أنني أعود و أؤكد أن أسرع وسيلة في توصيل الرسالة التعليمية أو الاخلاقية و توسيع المدارك الفكرية للانسان كبيرا أو طفلا هو الاسلوب القصصي، و لذلك نجد خالقنا العظيم قد أستخدم هذا الاسلوب في تعليمنا معنى الحياة و هواجس الانسان الداخلية و سيطرة الشيطان عليه و دفعه لارتكاب الجرائم، وتعليمنا معنى الابتلاء والصبر والصدق من خلال سورة يوسف عليه السلام  و قصته مع أخوته وفي السجن و حزن أبيه سيدنا يعقوب عليه، ثم يجبر الله صبره ويجعله أمينا على خزائن الارض في مصر. كما أن التراث مليء بالقصص التعليمية الممتلئة حكمة فمازالت جدران المعابد القديمة في مصر و العراق و سوريا شاهدة على التقدم الحضاري الذي روي لنا عن طريق القصص المكتوبة و المرسومة من ذاك الزمن القديم، كما أن كل الديانات دونت أفكارها و تعاليمها عبر قصص متداولة للكبار و الصغار.

الا أنني لا أنفي تراجع في القراءة بشكل كبير في بلادنا هنا في الشرق الاوسط و خاصة العراق و ذلك لاسباب كثيرة جدا يمكنني أن أفصلها لك لو أن المساحة هنا تسعفنا. 

نستخلص من ذلك التحذير من أهمال القراءة القصصية للاطفال باعتبارها أحد مصادر التثقيف و تربية الاذواق و تربية الاخلاق معا. و لعلي أدعو الاسر العراقية و العربية جميعا لاحياء القرءاة القصصية للاطفال  ولا نتركهم فريسة لغول الالعاب الاليكترونية. و تحفيز صغارنا على أقتناء الكتاب و تشجبعهم على القراءة عبر وسائل متعددة منها أصطحابهم الى معارض الكتاب و شراء الكتب المناسبة منها، و تعويد الطفل على القراءة اليومية و لو لمدة زمنية قصيرة يوميا، لتكون القراءة عنصرا رئيسيا في تغذية عقولهم و وجدانهم.

خ.غ

Qaiwan
Qaiwan

زۆرترین خوێندنەوە

بیروڕا



News

خاک و هۆکارەکانی پیسبوونی

لەلایەن نەرمین عوسمان


News

ئاماژەکانی ئەدای ژینگەیی

لەلایەن نەرمین عوسمان